
لماذا دعى المكان دير مارمينا وليس مجرد كنيسة مارمينا ؟
يلاحظ الباحث :
- أن المنطقة التى تحيط بالكنيسة منذ تأسيسها وحتى وقت قريب كانت ارضاً زراعية فى أغلبها.
- أن الكنيسة تقع فى "ظاهر مصر" أى خارج أسوار القاهرة مما جعلها غير محاطة بزحام الأسواق أو السكان، فكانت على مدى عصور طويلة منطقة مناسبة لسكنى الرهبان .
- أن أول تجديد ذكر عن هذه الكنيسة (بين عامى 724 و 730 م) أورد أنه يجاور البيعة مساكن متفرقة يسكن فيها عدد من الراهبات.
- يذكر سنكسار الكنيسة القبطية استشهاد القديس برصنوفيوس الراهب فى الثالث عشر من كيهك فى أول عصر الإسلام، أي فى القرن السابع، وأنه كان مقيماً فى كنيسة أبى مينا بفم الخليج، ووشى به أنه سب القضاة، فقبض عليه وعذب كثيراً ثم قطعوا رأسه ونال أكليل الشهادة.
- إذن إقامة بعض الرهبان فى المساكن الموجودة فى بستان الكنيسة، وربما بعض الراهبات فى وقت لاحق ، بدأت منذ القرن السابع على الأقل ولعلها توقفت بعد هدم الكنيسة عام 1321 م .
- فى مكتبة المخطوطات نجد مخطوطاً قام بنسخه الراهب غبريال المقيم بدير مار مينا بفم الخليج فى الفترة من 1551 الى 1553 م ، فى القرن السادس عشر.
- نفهم أيضا أن البستان المحيط بالكنيسة كان يقيم به عدد آخر من الناس، منهم خدم الدير وبعض الفقراء ممن يتعيشون من رزق الكنيسة، وهو ما إتضح عندما جددت مبانى الدير فى القرن الثامن عشر بيد المعلم لطف الله ابو يوسف، إذ أنه بنى مساكن (قلالى) لهم ولغيرهم.
- يبدو أنه كان شائعا سكنى الرهبان بمنطقة مصر القديمة، فيذكر أبو المكارم أنه فى حارة الروم فى منطقة الحمراء كان يقيم عدد من الرهبان الأحباش، كما يتحدث عن كنيسة كانت قائمة وسط البساتين على اسم رئيس الملائكة غبريال أنه كان يقيم بها عدد من الرهبان، كما يشير إلى وضع مماثل فى كنيسة للأرمن وكلها فى منطقة الفسطاط أو الحمراء التى تشكل فم الخليج جزءاً منها، فضلاً عن دير للراهبات بفم الخليج ناحية السبع سقايات تعرض للدمار فى القرن الرابع عشر.
- استمرت إقامة الرهبان فى الدير حتى وقت قريب نسبياً، ففى عام 1857 م نجد دليلاً على وجود راهب سريانى مقيم بالدير كما سنرى فى مكانه.
- توقفت إقامة الرهبان لفترة بعد خروج السريان نهائياً من فم الخليج في القرن 17، أما الرهبان الأقباط فلم نجد أى دليل يشير إلى إقامة أحد منهم من القرن السابع عشر وصاعداً.
- أما بالنسبة للراهبات فلا نجد ذكراً لأقامتهم بعد تخريب ديرهم المسمى " دير البنات " فى القرن الرابع عشر. ولكن فى القرن العشرين سكن فى الدير لفترة راهبتان، كانتا فى الأصل من دير أبى سيفين للراهبات، ثم إنتقلتا الى دير فم الخليج، وكانتا تدعيان الأم أناسيمون والأم أغابى وبقيتا فيه حتى بداية السبعينات من القرن العشرين، وحين إحتاجتا الى من يعتنى بهما حضرت من الدير الأم ثاؤبستا لخدمتهما حتى إنتقلتا الى الحياة الأخرى، ومنذ ذلك الوقت لم يسكن رهبان أو راهبات بدير مار مينا بفم الخليج .
تأسيس الديـــــــــــر
يعتقد أن دير مارمينا قد تأسس فى أواخر القرن الخامس. من المؤكد أن دير فم الخليج بني قبل القرن السابع، ويؤيد هذا حادثة استشهاد برشنوفيوس التى وردت فى السنكسار القبطى فى 13 كيهك، ونعلم منها أنه كان راهباً مقيماً فى كنيسة أبي مينا بفم الخليج، وانها حدثت فى أول عصر الإسلام، أي منتصف القرن السابع. كما أن أبى المكارم يذكر أنها قد جددت فى 724 م.
تأسس الدير في منطقة فم الخليج وبعد الفتح العربي أطلق على المنطقة اسم الحمراء وفيما بعد اكتسبت أسماء أخري مثل "خط السبع سقايات" أو "خط قناطر السباع". منذ بداية التأسيس أوقفت عليه مساحة كبيرة من الأرض الزراعية المحيطة به مما سمح باقامة أماكن لسكنى الرهبان وغيرهم كما شمل أكثر من كنيسة وصل عددها في وقت من الأوقات خمس كنائس.
لمزيد من التفاصيل انظر القرن الثامن