ولادة مينا ونشأته
وُﻟﺪ اﻟﻘﺪﻳﺲ ﻓﻰ أواﺳﻂ اﻟﺠﻴﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻟﻠﻤﻴﻼد ﻓﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﺑﻼد ﻣﺼﺮ ﺗﺴﻤﻲ ﺑﺎﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻧﻘﻴﻮس وﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ابشادي وهي الآن زاوﻳﺔ رزﻳﻦ ﺑﻤﺤﺎﻓﻈﺔ اﻟﻤﻨﻮﻓﻴﺔ ،ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺛﺮﻳﺔ وذات ﻧﻔﻮذ ﻓﻘﺪ كان ﺟﺪﻩ وواﻟﺪﻩ وﻋﻤﻪ ﻣﻦ اﻟﻮﻻة. وكان واﻟﺪﻩ أودوكسيس وواﻟﺪﺗﻪ أوﻓﻮﻣﻴﻪ ﻳﻄﻠﺒﺎن ﻧﺴﻼً ﻣﻦ اﻟﺮب. فذهبت اوﻓﻮﻣﻴﻪ اﻟﻰ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻓﻲ ﻋﻴﺪ اﻟﻌﺬراء وﻃﻠﺒﺖ ﺑﺪﻣﻮع أﻣﺎم أﻳﻘﻮﻧﺔ اﻟﻌﺬراء أم اﻟﻨﻮر ﻓﺎﺳﺘﺠﺎب اﻟﺮب ﻟﺼﻠﻮاﺗﻬﺎ وﺳﻤﻌﺖ أوﻓﻮﻣﻴﻪ ﺻﻮﺗﺎ ﻣﻦ اﻷﻳﻘﻮﻧﺔ ﻳﻘﻮل "ﺁﻣﻴﻦ." وﺑﻌﺪها رُزﻗﺖ ﺑﺎﻟﻤﻮﻟﻮد اﻟﻤﺒﺎرك واﺳﻤﺘﻪ ﻣﻴﻨﺎ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﺼﻮت اﻟﺬي ﺳﻤﻌﺘﻪ أﻣﺎم اﻷﻳﻘﻮﻧﺔ.
نقل أودوكسيس إلي شمال أفريقيا
ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻮﺷﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺷﻘﻴﻘﻪ ﻧُﻘﻞ أودوكسيس ﻣﻦ ﻣﺼﺮ اﻟﻰ ﺷﻤﺎل إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، وهناك ﺗﺮﺑﻰ "ﻣﻴﻨﺎ" اﻟﺼﺒﻲ ﻓﻲ اﻹﻳﻤﺎن اﻟﻘﻮﻳﻢ، وﻟﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﺳﻦ اﻟﺤﺎدﻳﺔ ﻋﺸﺮة ﺗﻮﻓﻲ أﺑﻮﻩ وﺑﻌﺪ ﻧﻴﺎﺣﺔ أﺑﻴﻪ ﺑﺜﻼث ﺳﻨﻴﻦ ﺗﻨﻴﺤﺖ واﻟﺪﺗﻪ اوﻓﻴﻤﻴﻪ ايضًا، ﻓﺨﻠﻔﺎ ﻟﻪ أﻣﻮاﻻً كثيرة وﺻﺎر ﻳﺘﻴﻤًﺎ ﻣﻦ واﻟﺪﻳﻪ. وكان ﻣُﺤﺒًﺎ ﻟﻠﺒﻴﻌﺔ وﻣﻼزﻣًﺎ اﻟﺼﻮم واﻟﺼﻼة واﻟﺴﻬﺮ وﻳﻌﻄﻰ ﺻﺪﻗﺎت كثيرة.
مينا في الجندية
ﻓﻠﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ﺧﻤﺲ ﻋﺸﺮة ﺳﻨﺔ ، أُﺧﺘﻴﺮ ﻟﻠﺠﻨﺪﻳﺔ اذ كان ﻗﻮﻳًﺎ ﻣﻤﺘﻠﺌًﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﻌﻤﺔ، وﻋﻴﻨﻪ اﻟﻘﺎﺋﺪ ﻧﺎﺋﺒًﺎ ﻋﻨﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﺷﺠﺎﻋﺘﻪ ﻓﻰ ﺻﻮﻣﻪ وﺻﻼﺗﻪ ﻣﺤﺒًﺎ وكان متزايدًا وﺻﺪاﻗﺘﻪ ﻟﻮاﻟﺪﻩ اﻟﺮاﺣﻞ. وكان ﻣﺤﺒﻮﺑًﺎ ﻣﻦ اﻟﺠﻨﻮد ﻷن ﻧﻌﻤﺔ اﷲ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻣﺘﻮاﺿﻌًﺎ. ﻟﻠﻮداﻋﺔ واﻷﻧﻔﺮاد ﻋﻦ آﻞ اﻟﻨﺎس، ﺣﺮﻳﺼﺎً ﻋﻠﻰ ﻃﻬﺎرة ﺟﺴﺪﻩ وﺣﻔﻆ ﺑﺘﻮﻟﻴﺘﻪ .
بدء الاضطهاد - مينا ينفرد في البرية
وبعد فترة جلس علي عرش الإمبراطورية الرومانية دقلديانوس ومكسيمانوس، وأرادا توحيد الإمبراطورية لإخراجها من حالة الضعف التي كانت تعاني منها في تلك الفترة، فأصدرا منشورًا بمنع كل العبادات سوى عبادة أبوللو وأرطميس، وتم تعميم هذا الأمر في كل أرجاء الإمبراطورية. أما القديس مارمينا المتمسك بوصايا الله لما رأي تلك الضلالة لم يحتمل ذلك فتخلي عن الدنيا وما فيها وتجرد من رتبته وأمارته، ومضي إلي البرية وبقي فيها متوحدًا يتعبد الله من كل قلبه.
مينا يعود
ﻓﻠﻤﺎ ﻣﻀﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻨﻮات وهو ﻳﺘﻌﺒﺪ ﻓﻰ اﻟﺒﺮﻳﺔ ، أراد اﻟﺮب أن ﻳﺪﻋﻮﻩ إﻟﻰ رﺗﺒﺔ اﻟﺸﻬﺪاء ، وكان وﻗﺘﻬﺎ ﺣﻔﻞ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻋﻴﺪ ﻣﻮﻟﺪ اﻟﻤﻠﻮك، ﻓﺨﺮج إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، وﻧﻈﺮ ﺟﻤﻮﻋًﺎ كثيرة ﻓﻰ اﻟﻤﻠﻌﺐ. فإﻣﺘﻸ اﻟﻘﺪﻳﺲ ﻣﻦ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس وﺗﻘﺪم إﻟﻰ وﺳﻂ اﻟﻤﻴﺪان وهو ﻓﻲ ﻟﺒﺎس اﻟﻨﺴﺎك اﻟﻘﺪﻳﺴﻴﻦ، وأﻋﻠﻦ إﻳﻤﺎﻧﻪ ﺑﺎﻟﻤﺴﻴﺢ أﻣﺎم اﻟﻮاﻟﻲ واﻟﺠﻤﻮع.
رحلة العذابات
أﻣﺮ اﻟﻮاﻟﻲ ﺑﻮﺿﻌﻪ ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻦ ﺣﺘﻰ اﻧﺘﻬﺎء اﻹﺣﺘﻔﺎل وﻓﻲ اﻟﻐﺪ ﺑﺪأت رﺣﻠﺔ "ﻣﻴﻨﺎ" ﻣﻊ اﻟﻌﺬاب. ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﺣﺎول اﻟﻮاﻟﻲ إﺛﻨﺎء ﻣﻴﻨﺎ ﻋﻦ اﻹﻳﻤﺎن وإﻏﺮاﺋﻪ ﺑﺮدﻩ اﻟﻰ رﺗﺒﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺪﻳﺔ ﺑﻞ وﺗﺮﻗﻴﺘﻪ، ﻟﻜﻦ "ﻣﻴﻨﺎ" ﺻﻤﻢ ﻋﻠﻰ رﻓﺾ كل إﻏﺮاء.
مينا يُضرب بالسياط وعلي الهنبازين
ﺿُﺮب اﻟﻘﺪﻳﺲ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎط ﺣﺘﻰ ﺟﺮى دﻣﻪ وهو ﻳﻘﻮل: أﻧﺎ ﻻ أﺳﺠﺪ إﻻ لله اﻟﺤﻰ، وهو ﻗﺎدر أن ﻳﻌﻴﻨﻨﻰ ﻋﻠﻰ العذاب. وُﺿﻊ "ﻣﻴﻨﺎ" ﻋﻠﻰ اﻟﻬﻨﺒﺎزﻳﻦ (أداة ﺗﻌﺬﻳﺐ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ دوﻻب ﻳﺘﺤﺮك ﻧﺼﻔﺎﻩ ﻓﻰ إﺗﺠﺎهين ﻣﺘﻀﺎدﻳﻦ وﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺳﻜﺎكين ﺣﺎدة ، وكان اﻟﺸﻬﻴﺪ ﻳُﻮﺿﻊ ﺑﻴﻦ ﻧﺼﻔﻰ اﻟﺪوﻻب اﻟﺬى ﻳﺪار ﻓﻴﺘﻤﺰق ﺟﺴﺪﻩ) ، ﻓﻘﺎل اﻟﻘﺪﻳﺲ ﻣﺎر ﻣﻴﻨﺎ ﻟﻠﻮاﻟﻰ: "كن واﺛﻘًﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﺪر أﺣﺪ أن ﻳﻔﺼﻠﻨﻰ ﻋﻦ ﻣﺤﺒﺔ اﻟﻤﺴﻴﺢ" ﻓﻘﺎل اﻟﻮاﻟﻰ: "ﻟﻘﺪ ذُهل ﻋﻘﻠﻚ ﻣﻦ اﻟﻌﺬاب، ﺳﺄﺗﺮكك ﻳﻮﻣﻴﻦ أو ﺛﻼﺛﺔ ﻟﺘﺮﺟﻊ إﻟﻰ ﺻﻮاﺑﻚ" ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﻟﻘﺪﻳﺲ: "إﻋﻠﻢ ﻳﻘﻴﻨًﺎ أن اﻟﻴﻮﻣﻴﻦ أو اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻟﻦ ﺗﻐﻴﺮ رأﻳﻰ".
مينا يُمزق بالأوتاد وعلي المشاعل
ازداد ﻏﻀﺐ اﻟﻮاﻟﻰ وأﻣﺮ ﺑإﺣﻀﺎر أوﺗﺎدًا ﺣﺪﻳﺪﻳﺔً ﺗﻨﺼﺐ ﻋﻠﻰ اﻷرض وأن ﻳﺮﺑﻄﻮا اﻟﻘﺪﻳﺲ وﻳﺪﺣﺮﺟﻮﻩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻔﻌﻠﻮا ذﻟﻚ، إﻟﻰ أن ﺗﻬﺮأ ﻟﺤﻤﻪ وﺟﺮى دﻣﻪ ﻋﻠﻰ اﻷرض، ﻓﺄﺧﺬوا ﻳﺪﻟﻜﻮن ﺟﺮاﺣﻪ ﺑﺠﻠﻮد ﻳﻐﻄﻴﻬﺎ اﻟﺸﻌﺮ واﻟﻘﺪﻳﺲ ﻻ ﻳﺒﺎﻟﻰ ﺑﻞ ﻳﻘﻮل ﻟﻠﻮاﻟﻰ أﻧﻰ أﺷﻔﻖ ﻋﻠﻰ أﻋﻮاﻧﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻌﺒﻮا ﻓﺄن ﻗﻮﺗﻬﻢ ﺗﻀﻌﻒ وأﻧﺎ أﺗﻘﻮى ﺑﻘﻮة إﻟﻬﻰ . ﻋﻨﺪ ذﻟﻚ أﻣﺮ اﻟﻮاﻟﻰ أن ﻳﺄﺗﻮا ﺑﻤﺸﺎﻋﻞ ﻣﻦ ﻧﺎر وﻳﻀﻌﻮها ﺗﺤﺖ ﺟﺴﺪ اﻟﻘﺪﻳﺲ ، ﻓﻔﻌﻠﻮا ذﻟﻚ وﻗﺘﺎ ﻃﻮﻳﻼً وهو ﻟﻢ ﻳﺘﺤﺮك وﻟﻢ ﻳﻔﺘﺢ ﻓﺎﻩ ، ﻓإﻧﺪهش اﻟﻮاﻟﻰ وﻟﻢ ﻳﻘﺪر ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻼم ، ﺛﻢ ﺗﻀﺮع اﻟﻘﺪﻳﺲ إﻟﻰ ﷲ : ﻳﺎﺳﻴﺪى ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ أﻋﻨﻰ واﻧﻘﺬﻧﻰ ﻣﻦ اﻟﻠﻬﻴﺐ ﻟﻜﻰ ﻳﻌﺮف اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻧﻪ ﻟﻴﺲ إﻟﻪ ﺁﺧﺮ ﺳﻮاك. إﺣﺘﺪ ﻏﻀﺐ اﻟﻮاﻟﻰ وأﻣﺮ أن ﻳُﻀﺮب ﻋﻠﻰ ﻓﻤﻪ، وﻇﻞ اﻟﻘﺪﻳﺲ ﺻﺎﻣﺘﺎ وهم ﻳﻠﻄﻤﻮﻧﻪ، رﻏﻢ أﻧﻬﻢ ظﻟﻮا ﻳﻀﺮﺑﻮﻧﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﻜﺴﺮت أﺳﻨﺎﻧﻪ .
إرسال القديس إلي الأمير
وإذ ﺿﺠﺮ اﻟﻮاﻟﻰ ﻣﻦ ﺛﺒﺎت اﻟﻘﺪﻳﺲ ﻣﻴﻨﺎ وإﺻﺮارﻩ، أرﺳﻠﻪ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ اﻟﺠﻨﻮد اﻟﻰ اﻟﻮاﻟﻲ وﻣﻌﻪ رﺳﺎﻟﺔ ﺑﺄﻧﻪ كان ﺟﻨﺪﻳًﺎ وﺗﺮك ﺟﻨﺪﻳﺘﻪ ﻟﺮفضه اﻟﺴﺠﻮد ﻟﻶﻟﻬﺔ، وأﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻘﺘﻠﻪ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺤﻘﻖ ﻟﻪ رﻏﺒﺘﻪ ، ﻓﺄﺧﺬﻩ اﻟﺠﻨﺪ ووﺿﻌﻮا ﻓﻰ ﻓﻤﻪ ﻟﺠﺎم وﻓﻰ ﻋﻨﻘﻪ ﻃﻮﻗًﺎ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺪ، واﺳﺘﻘﻠﻮا ﻣﺮآﺒًﺎ ﻣﺘﺠﻬﻴﻦ إﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ.
صلاة القديس - صوت الرب
ﺻﻠﻰ اﻟﻘﺪﻳﺲ ﻗﺎﺋﻼً : "ﻳﺎ اﷲ ﺿﺎﺑﻂ اﻟﻜﻞ اﻟﻌﻈﻴﻢ اﻷﺑﺪى اﻟﻌﺠﻴﺐ ﻓﻰ ﻣﺠﺪﻩ ، ﺣﺎﻓﻆ ﻋﻬﺪﻩ اﻟﻤﻘﺪس ﻟﻠﺬين ﻳﺤﺒﻮﻧﻪ ، اﻟﺬى أﻋﻄﺎﻧﺎ ﺧﻼﺻًﺎ ﻣﻦ ﺧﻄﺎﻳﺎﻧﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﺑﻨﻪ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ رﺑﻨﺎ ﺣﻴﺎة اﻟﻜﻞ ، اﻟﺬى ﻟﻴﺲ إﻟﻪ ﺁﺧﺮ ﺳﻮاﻩ ، أﻋﻨّﻰ وﻗﻮﻧّﻰ كي أﻓﻀﺢ هؤﻻء اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﺨﺸﻮك وﻟﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮك ﻟﻴﻌﺒﺪوك". وﻳﺴﺘﺠﻴﺐ اﻟﺮب ﻟﺼﻼﺗﻪ، ﻓﻴﻔﺮح اﻟﻘﺪﻳﺲ ﻓﺮﺣًﺎ ﻋﻈﻴﻤًﺎ، وﻋﻨﺪﻣﺎ وﺻﻠﻮا إﻟﻰ اﻟﺸﺎﻃﻰء، أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺠﻨﺪ ووﺟﺪوا ﺟﺴﺪﻩ ﺳﺎﻟﻤًﺎ ووﺟﻬﻪ ﻣﻀﻰء كوﺟﻪ ﻣﻼك.
المحاكمة أمام الأمير
ﺳﻠﻢ اﻟﺠﻨﺪ اﻟﻘﺪﻳﺲ ورﺳﺎﻟﺔ اﻟﻮاﻟﻰ إﻟﻰ اﻷﻣﻴﺮ اﻟﺬى كان ﺟﺎﻟﺴًﺎ ﻳﺤﺎكم ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ، وﻟﻤﺎ ﻗﺮأ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ إﻟﺘﻔﺖ إﻟﻰ اﻟﻘﺪﻳﺲ وﻗﺎل ﻟﻪ: "ﺗﻘﺪم وأﺳﺠﺪ ﻟﻶﻟﻬﺔ ﻟﺌﻼ ﺗﻤﻮت ﻣﻮﺗﺎً ﺷﻨﻴﻌًﺎ" . ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ اﻟﻘﺪﻳﺲ: "ﻗﺪ ﺳﻤﻌﺖ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻏﻴﺮك ﻣﺮات كثيرة ، وﻟﺘﻜﻦ ﻣﺘﺄكدًا أﻧﻰ ﻟﻦ أﺳﺠﺪ إﻻ ﻟﺮﺑﻰ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ، وهو وﻳﻘﻮﻳﻨﻰ ﻋﻠﻰ إﺣﺘﻤﺎل ﻋﺬاﺑﻚ".
مينا يُجلد علي الأوتاد
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻊ اﻷﻣﻴﺮ هذﻩ اﻟﻜﻠﻤﺎت ﻏﻀﺐ وأﻣﺮ بإﻟﻘﺎء اﻟﻘﺪﻳﺲ ﻋﻠﻰ اﻷرض وﺷﺪﻩ إﻟﻰ أرﺑﻌﺔ أوﺗﺎد وﻳُﻀﺮب ﻣﺋﺔ ﺟﻠﺪة ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻨﻪ ، وﻋﻨﺪﻣﺎ كاﻧﻮا ﻳﺠﻠﺪوﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﻘﺪﻳﺲ ﻣﻠﺘﻔﺘًﺎ اﻟﻴﻬﻢ ﺑﻞ كان ﻋﻘﻠﻪ ﻣﺮﺗﻔﻌًﺎ إﻟﻰ ﷲ ﻳﺴﺄﻟﻪ أن ﻳﻘﻮﻳﻪ. وُﺿﻊ اﻟﻘﺪﻳﺲ ﻓﻰ اﻟﺴﺠﻦ وكان ﺑﻪ خمسمائة وﻋﺸﺮون ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﻴﻦ ﻟﺴﻔﻚ دﻣﺎﺋﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﺳﻢ اﻟﺴﻴﺪ اﻟﻤﺴﻴﺢ ، فاﺑﺘﻬﺠﻮا ﺑﻪ وﻃﻮﺑﻮﻩ ، أﻣﺎ هو ﻓﻜﺎن ﻳﺸﺠﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻻﺣﺘﻤﺎل ، ﻣﺜﻞ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﺸﺠﺎع اﻟﺬى ﻳﺤﺚ ﺟﻨﻮدﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺘﺎل ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣﻠﻜﻬﻢ ، وكانن اﻟﻘﺪﻳﺲ ﻳُﻀﻰء ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﺜﻞ اﻟﺸﻤﺲ ووﺟﺪ ﻋﺰاء ﻓﻰ وﺟﻮدﻩ ﻣﻌﻬﻢ
ظهور السيد المسيح للقديس
ولما أﻗﺒﻞ اﻟﻠﻴﻞ اﺷﺘﺮك هؤﻻء اﻟﻘﺪﻳﺴﻮن ﻣﻌًﺎ ﻓﻰ اﻟﺼﻼة ، وﺑﻴﻨﻤﺎ هم ﻳﺼﻠﻮن ﻇﻬﺮ ﻟﻬﻢ رﺑﻨﺎ وإﻟﻬﻨﺎ وﻣﺨﻠﺼﻨﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻧﺎزﻻً ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء ﻋﻠﻰ ﺳﺤﺎﺑﺔ ﻧﻮراﻧﻴﺔ، وﻗﺎل ﻟﻬﻢ: " اﻟﺴﻼم ﻟﻜﻢ ﻳﺎ أﺻﻔﻴﺎﺋﻰ اﻷﻃﻬﺎر اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﻦ " ﻓﺠﺎوﺑﻮﻩ ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ : " ﺁﻣﻴﻦ ﻟﻴﻜﻦ ﺳﻼﻣﻚ ﻣﻌﻨﺎ داﺋﻤًﺎ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻧﺎ وﻣﺨﻠﺼﻨﺎ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ " ، ﺛﻢ أﻣﺮ اﻟﺮب رﺋﻴﺲ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻣﻴﺨﺎﺋﻴﻞ أن ﻳﺤﻞ ﻗﻴﻮدهم، ﻓﺴﺠﺪوا ﻟﻠﺮب وإﻣﺘﻸوا ﻣﻦ اﻟﻔﺮح ﻟﺮؤﻳﺘﻬﻢ ﻟﻪ، وﻗﺎل ﻟﻬﻢ اﻟﺮب: "يا أﺻﻔﻴﺎﺋﻰ ﺗﻘﻮوا إﻟﻰ أن ﺗﻔﻀﺤﻮا ﻋﺒﺪة اﻷوﺛﺎن ، وﺗﻜﻤﻠﻮا ﺟﻬﺎدكم وﺷﻬﺎدﺗﻜﻢ ﻓﺘﻨﺎﻟﻮا اﻟﻨﻴﺎح ﻓﻰ أورﺷﻠﻴﻢ اﻟﺴﻤﺎﺋﻴﺔ ﺣﻴﺚ اﻷبرار وﺗﺘﻨﻌﻤﻮن إﻟﻰ اﻷﺑﺪ " ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻬﻢ اﻟﻤﺨﻠﺺ : "ﻣﻦ ﻣﻨﻜﻢ ﻳﻘﺒﻞ اﻟﻤﻀﻰ إﻟﻰ هذا اﻟﺠﺒﻞ اﻟﻘﻔﺮ وﻳﻘﻴﻢ ﻓﻴﻪ ؟" أﻣﺎ هم ﻓﺴﻜﺘﻮا ﺟﻤﻴﻌًﺎ، ﻋﺪا اﻟﻘﺪﻳﺲ ﻣﻴﻨﺎ ﻓﺄﺟﺎب : "ﻳﺎ ﺳﻴﺪى هوذا أﻧﺎ ﻋﺒﺪك ﻣﺴﺘﻌﺪ ﻷن أﺗﻤﻢ أﻣﺮك" ﻓﻘﺎل ﻟﻪ اﻟﻤﺨﻠﺺ ﻟﻪ اﻟﻤﺠﺪ: "ﻃﻮﺑﺎك ﻳﺎﻣﺨﺘﺎرى ﻣﻴﻨﺎ ﻷﻧﻚ ﺻﻨﻌﺖ إرادة أﺑﻰ اﻟﺴﻤﺎﺋﻰ وﺟﺤﺪت ذاﺗﻚ وأﻋﺘﺮﻓﺖ باﺳﻤﻰ، وﻣﻜﺮم هو اﺳﻤﻚ ﺑﻴﻦ إﺧﻮﺗﻚ اﻟﺸﻬﺪاء، وأﻗﻮل ﻟﻚ أﻧﻚ ﻣﺘﻰ أﺗﻤﻤﺖ ﺟﻬﺎدك ﻓإﻧﻰ أُﻧﻌﻢ ﻟﻚ ﺑﺜﻼﺛﺔ أكاليل: واﺣﺪ ﻷﺟﻞ ﺑﺘﻮﻟﻴﺘﻚ، وواحد ﻷﺟﻞ اﻧﻔﺮادك ﻓﻰ اﻟﺒﺮﻳﺔ، واﻵﺧﺮ ﻷﺟﻞ اﺳﺘﺸﻬﺎدك. وأﻧﺖ ﺗﻘﻴﻢ زﻣﺎﻧًﺎ ﻃﻮﻳﻼً ﻓﻰ اﻟﺒﺮﻳﺔ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻌﻠﻢ أﺣﺪ ﻃﺮﻳﻘﻚ". ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻤﻊ اﻟﻘﺪﻳﺲ ذﻟﻚ ﺳﺠﺪ ﻟﻠﻤﺨﻠﺺ وﻗﺒﻞ ﻗﺪﻣﻴﻪ ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻪ : " وكم ﻣﻦ اﻟﺰﻣﺎن ﻟﻰ ﺣﺘﻰ أكمل ﺟﻬﺎدى ؟" أﺟﺎﺑﻪ اﻟﻤﺨﻠﺺ: "ﺑﻌﺪ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻳﻮﻣًﺎ ﻳﻜﺘﺐ اﻷﻣﻴﺮ ﻗﻀﻴﺘﻚ وﺗُﺆﺧﺬ رأﺳﻚ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ، وﻳﺤﺮﻗﻮن ﺟﺴﺪك ﺑﺎﻟﻨﺎر ، وﺗُﻜﻤِﻞ ﺟﻬﺎدك ﺑﺴﻼم ، وﻳُﺤﻤﻞ ﺟﺴﺪك إﻟﻰ ﻗﺮﻳﺔ ﻣﺮﻳﻮط وﻳﻈﻬﺮ ﻣﻨﻪ ﻋﺠﺎﺋﺐ كثيرة ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻋﺪد". ﺛﻢ ﻋﺮّﻓﻪ اﻟﺮب أن ﻳﺪﻋﻮ أﺧﺘﻪ وﻳﻮﺻﻴﻬﺎ أن ﺗﺄﺧﺬ ﺟﺴﺪﻩ ﺑﻌﺪ اﺳﺘﺸﻬﺎدﻩ وﺗﺬهب ﺑﻪ إﻟﻰ اﻷﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ وﻣﺴﺢ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪﻩ ﻟﻜﻰ ﻻ ﺗﺆذﻳﻪ اﻟﻌﺬاﺑﺎت . وﻟﻤﺎ أﻧﺘﻬﻰ اﻟﻤﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﺻﻌﺪ إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ﺑﻤﺠﺪ ﻋﻈﻴﻢ.
محاولة نشر جسد القديس
ﻓﻰ اﻟﻐﺪ ﺟﻠﺲ اﻷﻣﻴﺮ وﻃﻠﺐ اﻟﻘﺪﻳﺲ وﻗﺎل ﻟﻪ: "تُري أﻃﺎب ﻗﻠﺒﻚ ﻳﺎ ﻣﻴﻨﺎ ﻟﺘﺒﺨﺮ ﻟﻶﻟﻬﺔ ﻓﺘﺴﺘﺮﻳﺢ ﻣﻦ اﻟﻌﺬاب ؟" ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ اﻟﻘﺪﻳﺲ: "إﻧﻰ ﻻ أﺳﺠﺪ ﻵﻟﻬﺔ ﻣﺼﻨﻮﻋﺔ باﻷﻳﺪى وأﺗﺨﻠﻰ ﻋﻦ إﻟﻬﻰ اﻟﺤﻘﻴﻘﻰ" . ﻓﻐﻀﺐ اﻷﻣﻴﺮ وأﻣﺮ ﺑﺠﻠﺪﻩ ﻣﺎﺋﺔ ﺟﻠﺪة ﺑﺴﻴﻮر ﻣﻦ ﺟﻠﺪ اﻟﺜﻮر وﻟﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻨﺜﻦِ ﻋﻦ إﻳﻤﺎﻧﻪ أﻣﺮ أن ﻳُﺸﺪ ﻓﻰ اﻟﻤﻌﺼﺮة وأن ﻳُﺸﻖ ﺑﻤﻨﺸﺎر إﻟﻰ ﻧﺼﻔﻴﻦ. وﻋﻨﺪﻣﺎ وﺿﻌﻮا اﻟﻤﻨﺸﺎر ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪ اﻟﻘﺪﻳﺲ إﻧﺼﻬﺮ ﻣﺜﻞ اﻟﺸﻤﻊ إذا أﻗﺘﺮب ﻣﻦ اﻟﻨﺎر، ﺑﻘﺪرة ﻳﺪ اﻟﻤﺨﻠﺺ اﻟﺘﻰ ﻣﺴﺤﺖ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪﻩ. أﺳﺘﻮﻟﺖ اﻟﺤﻴﺮة ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻴﺮ وﻟﻢ ﻳﺠﺪ أﻣﺎﻣﻪ إﻻ أن ﻳﺄﻣﺮ ﺑﻮﺿﻌﻪ ﻓﻰ اﻟﺴﺠﻦ. ﻓﺄﺷﺎر ﻋﻠﻴﻪ رﺟﺎﻟﻪ أن ﻳﻜﺘﺐ ﻗﻀﻴﺘﻪ، وﻳﺄﻣﺮ ﺑﻘﻄﻊ رأﺳﻪ وﻳﺴﺘﺮﻳﺢ ﻣﻨﻪ.
الإنذار الأخير
أُستدﻋﻰ اﻟﻘﺪﻳﺲ ﻣﻦ اﻟﺴﺠﻦ ﻓﺤﻀﺮ وهو ﺳﻠﻴﻢ اﻟﺠﺴﻢ ﻣﺘﻬﻠﻞ اﻟﺮوح، فقال ﻟﻪ اﻷﻣﻴﺮ: "ﻟﻘﺪ ﺗﻌﺒﺖ وأﻧﺎ أﻻﻃﻔﻚ وأﻧﺖ ﻻ ﺗﺮﺟﻊ فإﺳﻤﻊ ﻣﻨﻰ اﻵن وﻗﺪم ﻟﻶﻟﻬﺔ ﻓﺘﻨﺎل كراﻣﺎت ﺟﻠﻴﻠﺔ وﺗﻌﻴﺶ ﻋﻴﺸﺔ هانئة ، وأﻧﺎ أُﺧﺒﺮ اﻟﻤﻠﻚ ﻟﻴﺮﻗﻴﻚ ﻷﻋﻠﻰ ﻣﻦ رﺗﺒﺘﻚ اﻷوﻟﻰ." فأجابه القديس: "ﻟﺘﻜﻦ كراﻣﺎﺗﻚ للذﻳﻦ ﻳﺴﻤﻌﻮن ﻣﻨﻚ، وأﻣﺎ أﻧﺎ ﻓﺄﺳﺘﻌﺪ ﻷن ﺁﺧﺬ اﻟﻜﺮاﻣﺔ اﻟﺘﻰ ﻓﻰ اﻟﺴﻤﻮات ". وكاﻧﺖ هذه هي اﻟﻤﺤﺎوﻟﺔ اﻷﺧﻴﺮة ﻣﻦ اﻷﻣﻴﺮ ﻟﻴُﺜﻨﻰ اﻟﻘﺪﻳﺲ ﻋﻦ إﻳﻤﺎﻧﻪ .
الحكم بقطع رأسه
ﻟﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ اﻷﻣﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﺪﻳﺲ ﺳﻮى الاﺻﺮار ﻋﻠﻰ إﻳﻤﺎﻧﻪ ، أﺻﺪر ﺣﻜﻤﻪ: "ﻷن ﻣﻴﻨﺎ اﻟﺠﻨﺪى اﻟﺨﺎﺋﻦ ﻟﻢ ينفذ أواﻣﺮ اﻟﻤﻠﻚ وﻟﻢ ﻳﻄﻊ ﻣﺎ أﻣﺮﻧﺎﻩ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻋﺒﺎدة اﻵﻟﻬﺔ اﻟﺘﻰ ﺗﻌﺒﺪها اﻟﻤﺴﻜﻮﻧﺔ كلها وﻟﻢ ﻳﺬﺑﺢ ﻟﻬﺎ ، وﻗﺪ أﺧﺘﺎر ﻟﻨﻔﺴﻪ اﻟﻤﻮت دون اﻟﺤﻴﺎة ، ﻟﺬا: أﻣﺮﻧﺎ ﺑﻘﻄﻊ رأﺳﻪ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ﺛﻢ ﻳُﺤﺮق ﺟﺴﺪﻩ ﺑﺎﻟﻨﺎر وﻳﻠﻘﻰ رﻣﺎدﻩ ﻓﻰ اﻟﺒﺤﺮ". وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻊ اﻟﻘﺪﻳﺲ هذا اﻟﺤﻜﻢ إﺑﺘﻬﺞ وﻓﺮح وﺳُﺮ وﻗﺎل: "ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺗﺒﺘﻬﺞ أﻓﻮاهنا وﺗُﺴﺒﺢ أﻟﺴﻨﺘﻨﺎ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻳُﻘﺎل ﻓﻰ اﻷﻣﻢ ﻗﺪ أكثر اﻟﺮب اﻟﺼﻨﻴﻊ إﻟﻴﻨﺎ ﻓﺼﺮﻧﺎ ﻓﺮﺣﻴﻦ". ﺛﻢ رﻓﻊ ﻋﻴﻨﻴﻪ اﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء وﻗﺎل: "أﺷﻜﺮك ﻳﺎرﺑﻰ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻷﻧﻚ ﺟﻌﻠﺘﻨﻰ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎً أن أﻣﻮت ﻋﻠﻰ اﺳﻤﻚ اﻟﻘﺪوس".
في موضع الإستشهاد
أُﺧﺬ اﻟﻘﺪﻳﺲ ﻣﻴﻨﺎ إﻟﻰ ﻣﻜﺎن ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﺤﻜﻢ وكان وﺟﻬﻪ ﻳُﺸﺮق ﺑﻨﻮر ﺑﻬﻰ، وﺗﺒﻌﻪ ﺟﻤﻊ كثير، أﻣﺎ هو ﻓﻜﺎن ﻓﺮﺣًﺎ وكان ﻳُﺼﻠﻰ وهو ﺳﺎﺋﺮ ﻗﺎﺋﻼ: "أﺷﻜﺮك أﻳﻬﺎ اﻹﻟﻪ ﺿﺎﺑﻂ اﻟﻜﻞ اﻟﺬى أﻋﻄﻴﺘﻨﻰ اﻟﻘﻮة ﺣﺘﻰ أُكمل ﺟﻬﺎدى". ﺛﻢ إﻟﺘﻔﺖ إﻟﻰ اﻟﺠﻤﻮع اﻟﺘﻰ ﺗﺒﻌﺘﻪ وﺑﺎركهم، وﻗﺎل ﻟﻠﺴﻴﺎف : " اﻟﺮب اﻹﻟﻪ ﻳﻐﻔﺮ ﻟﻚ ﺧﻄﺎﻳﺎك ﻓﺄﻧﺖ ﻳﺎ أﺧﻰ ﻣﺎ إﻻ ﻋﺒﺪ ﻣﺄﻣﻮر".
صلاة القديس الأخيرة
ﻃﻠﺐ اﻟﻘﺪﻳﺲ ﻣﻦ السياف أن ﻳُﻤﻬﻠﻪ ﻗﻠﻴﻼً ﺣﺘﻰ ﻳُﺼﻠﻰ ﺛﻢ أدار وﺟﻬﻪ ﻧﺤﻮ اﻟﺸﺮق ورﺷﻢ ذاﺗﻪ ﺑﻌﻼﻣﺔ اﻟﺼﻠﻴﺐ وﺻﻠﻰ ﻗﺎﺋﻼً : "أﻃﻠﺐ إﻟﻴﻚ ﻳﺎ ﺳﻴﺪى ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ أن ﺗﺴﻤﻊ ﻣﻨﻰ ﻓﻰ هذﻩ اﻟﺴﺎﻋﺔ كما ﺳﻤﻌﺖ ﻷﺑﻴﻨﺎ ﺁدم وﺧﻠﺼﺘﻪ ﻣﻦ اﻟﺠﺤﻴﻢ ﺑﺪﻣﻚ الإﻟﻬﻰ، اﺳﻤﻌﻨﻰ كما ﺳﻤﻌﺖ ﻣﻦ كل اﻷبرار واﻟﻤﺨﺘﺎرﻳﻦ ، ﻷن ﻟﻚ اﻟﻤﺠﺪ إﻟﻰ اﻷﺑﺪ ﺁﻣﻴﻦ".
ظهور الرب يسوع المسيح
وﻟﻤﺎ أكمل اﻟﻘﺪﻳﺲ ﺻﻼﺗﻪ إذ ﺑﺎﻟﺴﻴﺪ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻳﻨﺰل ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء وﻣﻌﻪ أﻟﻮف ﻣﻦ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻳﺴﺒﺤﻮﻧﻪ ، ﻓﺨﺮ اﻟﻘﺪﻳﺲ ﻋﻠﻰ وﺟﻬﻪ ﺳﺎﺟﺪًا ﻗﺎﺋﻼً: "أﺳﺠﺪ ﻟﻚ ﻳﺎرﺑﻰ ﻳﺴﻮع اﻟﻤﺴﻴﺢ إكليل اﻟﺸﻬﺪاء وﻓﺨﺮهم ، ﻗﻮﺗﻚ وﻋﺰاؤك ﻳﻜﻮﻧﺎن ﻣﻌﻰ". ، ﻓﺄﻧﻬﻀﻪ اﻟﻤﺨﻠﺺ وﻗﺒﻠﻪ وأﻋﻄﺎﻩ اﻟﺴﻼم وﻗﺎل ﻟﻪ: "ﻃﻮﺑﺎك ﻳﺎ ﺻﻔﻴﻰ ﻣﻴﻨﺎ ﻷﻧﻚ ﺟﺎهدت اﻟﺠﻬﺎد اﻟﺤﺴﻦ وﻗﻬﺮت اﻟﻤﻠﻮك واﻟﻮﻻة اﻟﻜﻔﺎر اﻟﻤﻌﺎﻧﺪﻳﻦ ، ﻣﻦ أﺟﻞ ﺳﻔﻚ دﻣﻚ ﻓﺈن كل ﻣﻦ ﻳﻄﻠﺐ إليّ بإﺳﻤﻚ إن كان ﻓﻰ اﻟﺒﺮ أو اﻟﺒﺤﺮ أو اﻟﺒﺮارى واﻟﻘﻔﺎر أو الطرق المسلوكة وفي المخاوف أو المصاعب فإني أقبل سؤاله وأخلصه". أﻣﺎ اﻟﻘﺪﻳﺲ فاﺑﺘﺠﻬﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻜﻼم اﻟﻤﺨﻠﺺ وﺳﺠﺪ ﻟﻪ. ﺛﻢ ﺗﻘﺪم إﻟﻰ اﻟﺴﻴﺎف وﻗﺎل ﻟﻪ" "ﻳﺎ أﺧﻰ اﻟﺤﺒﻴﺐ أكمل ﻣﺎ أُﻣﺮت ﺑﻪ" وﻣﺪ ﻋﻨﻘﻪ ﻓﺄﺧﺬ رأﺳﻪ اﻟﻄﺎهر ﺑﺤﺪ اﻟﺴﻴﻒ .
محاولة إحراق جسده المبارك
ﺗﻨﻔﻴﺬًا ﻷﻣﺮ اﻷﻣﻴﺮ، أوﻗﺪوا ﻧﺎرًا وأﻟﻘﻮا ﻓﻴﻬﺎ ﺟﺴﺪﻩ اﻟﻄﺎهر وﺗﺮكوﻩ ﻟﻤﺪة ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم ، ﻟﻜﻦ اﻟﻨﺎر ﻟﻢ ﺗﻤﺴﻪ . وأﺗﻰ أﺧﻮة ﻣﺆﻣﻨﻮن هؤﻻء اﻟﺬﻳﻦ ﺁزروﻩ ﻋﻨﺪ ﺷﺪة ﺟﻬﺎدﻩ واﻧﺘﺸﻠﻮا ﺟﺴﺪﻩ ﻣﻦ اﻟﻨﺎر وكفنوه كما ﻳﻠﻴﻖ. وأﺗﺖ أﺧﺘﻪ وأﻋﻄﺖ ﻣﺎ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺎل ﻟﻠﺠﻨﺪ وأﺧﺬت اﻟﺠﺴﺪ ، ﺛﻢ ذهبت ﺑﻪ ﺑﺤﺮاً إﻟﻰ اﻷﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ.
للتواصل
العنوان
3 ميدان الطيبي فم الخليج - السيدة زينب بجوار محطة مترو السيدة زينب
تليفون
+20 23643235